نص هجين:
امرأة مفتولة الأصابع. ترتدي
الفستان الأبيض المشهور. تستلقي على العشب الأخضر عوض الكراسي الصدئة المزروعة على
حواشي ساحة حي السلام..هنا وهناك وهنالك.
المرأة لم تعجبني مطلقا..
منذ ربع ساعة وهي تعطي الأوامر
للفطر. فينبت في كل الأحجام والألوان ..هنا وهناك وهنالك.
الشابان اللذان يجلسان أمام المرأة
مباشرة لا يريانها ـ وكأنها غير موجودة
هنا قط ـ ولا يتكلمان عن نبات الفطر الغريب في الساحة. الشاب الثالث منشغل بتمرير
يده اليمنى على جسد الشابة هنا وهناك وهنالك.
في حين تراقب الشابة بعض المصابيح.
بالكاد ترسل الضوء وسط كومة من الظلام والضباب.
الرجل الذي دخل إلى الساحة توا هو الآخر يثير التقزز. اخترق
جسد الشابين.. لم يشعرا به إطلاقا. إنه لا يعجبني أيضا.
بالمقابل كانت صحون الفطر التي
نبتت منذ ربع ساعة فقط تئن هنا وهناك وهنالك.
قال لها: هيا اركي عائشة في سلام.
بكت كما بكى الفطر تماما
رددت :
ـ أنا
وأنت بكل تأكيد ..
لكن الحب ليس مثل الجريمة.
إنه لا يعاد تمثيله.
مدت المرأة يدها .وقفت مثل عرض عكسي بطيء جدا لسقوط شجرة.. هنا أو هناك أو هنالك.
وضعها الرجل المقزز صاحب السلهام الخشن تحت إبطه.
ثم تحركا جنبا إلى جنب. تتبعهما نباتات الفطر مثل قطط أليفة.
المرأة كانت تبكي ..تبكي ..تبكي
والرجل يكرر في كل لحظة :
ـ اتركي عائشة في سلام.. هذا لا يعاد تمثيله.
تقدم الإثنان خطوة ..خطوة .. وخطوة
أخرى ثم أخرى فأخرى .
كلما ابتعدا ـ بالعكس ـ تكبر
قاماتهما هنا وهناك وهنالك.
البيت الأبيض القديم فارغ وآيل
للسقوط. هناك باب خشبي في لون سماء خريفية ..مهترئ ..مهترئ. ومليء بخدشات عبارة عن
ذكريات حب. لأناس عاشوا في المدينة منذ قرون .
رحلوا من هنا إلى هناك و إلى
هنالك.
المرأة دخلت ..الرجل دخل .
في حين لم يفتح باب المنزل قطعا..قطعا
..قطعا
هو رمى بجسده على كرسي عتيق
هي ظهرت على الشرفة بين خيوط
العناكب .
نفس الأصابع المفتولة. الفستان الأبيض..عيناها على الساحة.
تذهب وتجيء ..تذهب وتجيء.
هنا
وهناك
وهنالك.
وتغني بصوت مبحوح
ـ الحب ليس مثل الجريمه
هو شيء لا يعاد تمثيله
لا هنالك
في الدهاليز السفلى
حيث يسرق الأخيار
إطلالات على النفوس الآثمه
ولا هناك
حيث انتظرنا أن نستيقظ
بعد الموت
ولا هنا
في ساحة المدينه
0 تعليقات